مدينة سوق أربعاء الغرب .. بين الأتقياء والأشقياء
بقلم : مصطفى منيـــغ
اليد التي حفرت وحدها قررت.
الحقيقة أكثر من مرة، وواجب أن تفسر هذه المرة.
كأننا في سوق مقام فوق ارض لا قانون يضبطها ، ولا مسؤولين يشفقون من حالها .
لكل شيء بداية، إن كانت هذه البداية على نهج سليم أقامت خططها ، وبقرارات حكيمة نسقت مراحلها في التنفيذ ، وبإمكانات متوفرة وموضوعة لمقاربة الرسومات إلى الواقع الملموس ، وبدراسة علمية تجعل من حلم الطموح حقيقة ، وبتأكيدات توضح مستوى المردودية لتحريك عجلة الإنتاج فالنماء فالتطور. إن كانت كذلك لما وصلت مدينة سوق أربعاء الغرب لما وصلت إليه من مستوى تجعل دموع المنتسبين إلي هذه المنطقة تتجمع في مآقيهم يحصرها الحياء وقوة الاحتمال والصبر ، الذي لا آخر له ، عن الانهمار .
لا ندري ما كانت تعالجه تلك الاجتماعات التي صرف على إقامتها الكثير من التحضير والجهد والمال، هل الكلمات المسجلة في المحاضر بلعها سوء التسيير ، أو كانت للاستئناس فالضحك على الناس، أم مصيبة أكبر من ذلك حيث اقتصر المجتمعون على الانشغال بأنفسهم ، والتباهي بالمناصب التي شغلوها ، فوقع ما وقع من حصاد المدينة لنتائج الضياع ؟.
كم من مجلس بلدي تحمل المسؤولية ؟. كم من رئيس وأعضاء ومكتب امتلأ الشارع بضجيج أخبارهم ، كم من وقود احترق وهم يطوون الأماكن طي المتفرجين، بسيارات لا يملكون فيها إلا ما يبددوه من عرق الكادحين الأبرياء ، ساكنة مستنقع سوق الأربعاء ؟ . ألم يكن مجلس واحد في مدينة أجلسته معززا مكرما حيث جلس ؟. الحقيقة مرة وواجب أن تفسر فتتوضح هذه المرة ، أحياء لا نظام ولا التزام يطبعانها بالتفكير (فقط التفكير)بأنها مدينة في طريقها إلى التقدم. بل مجموعات سكنية لا شكل موحد يجمعها، ولا محيط نظيف ملتف حولها، تتراكض العربات المجرورة بالحيوانات المعدبة وسطها ، وكأننا في سوق مقام فوق ارض لا قانون يضبطها ، ولا مسؤولين يشفقون من حالها . مناظر مؤذية، وصراخ تتقاذفه الجدران والمسالك في رحلة شقاء ينشد أصحابه الحل "المداويا" ، وناشئة تتعالى قاماتها كالزرع في حقل أصابه الجفاف فاستسلم للرياح والجراح ، وأزبال وروث البقر والاكباش والحمير وبالبغال ، وأصحاب الشأن ليسوا من ذلك على بال ، وزاد الطين بلة تلك اليد الممتدة لاقتلاع أحجار المشهورة من الممرات في عملية حكا عنها الرواة أنها وليدة عملية كان الغرض الأكيد منها نجاح "شخص" في الانتخابات ، مما جعلنا نسأل: هل وحدها هذه "اليد" اتخذت مثل هذه القرارات ، أم هناك "مختبؤون" خلف الستائر ممن يمشون الأمور كالجر والمجرور في هذا الزمن المعتل الذي يحار فيه العقل . سوق أربعاء الغرب كان من المفروض أن تكون مدينة المستقبل / وهي مؤهلة لذلك ، فهي البوابة المفتوحة على ممر الخير ، حيث السهل والشاطئ والنهر ، حيث الزرع والضرع ، حيث التاريخ والشهامة والأصل وكل مسببات النجاح ، وإذا كانت المسائل تحتاج إلى وسائل الإيضاح ، فهذا ما سنقوم به خلال أعداد قادمة من هذه الجريدة التي لا تخشى في الجهر بالحق لومة لائم .
مقال منشور في جريدة "القصر الكبير" العدد الرابع الصادر بتاريخ 30أكتوبر سنة 1997
بقلم : مصطفى منيـــغ
اليد التي حفرت وحدها قررت.
الحقيقة أكثر من مرة، وواجب أن تفسر هذه المرة.
كأننا في سوق مقام فوق ارض لا قانون يضبطها ، ولا مسؤولين يشفقون من حالها .
لكل شيء بداية، إن كانت هذه البداية على نهج سليم أقامت خططها ، وبقرارات حكيمة نسقت مراحلها في التنفيذ ، وبإمكانات متوفرة وموضوعة لمقاربة الرسومات إلى الواقع الملموس ، وبدراسة علمية تجعل من حلم الطموح حقيقة ، وبتأكيدات توضح مستوى المردودية لتحريك عجلة الإنتاج فالنماء فالتطور. إن كانت كذلك لما وصلت مدينة سوق أربعاء الغرب لما وصلت إليه من مستوى تجعل دموع المنتسبين إلي هذه المنطقة تتجمع في مآقيهم يحصرها الحياء وقوة الاحتمال والصبر ، الذي لا آخر له ، عن الانهمار .
لا ندري ما كانت تعالجه تلك الاجتماعات التي صرف على إقامتها الكثير من التحضير والجهد والمال، هل الكلمات المسجلة في المحاضر بلعها سوء التسيير ، أو كانت للاستئناس فالضحك على الناس، أم مصيبة أكبر من ذلك حيث اقتصر المجتمعون على الانشغال بأنفسهم ، والتباهي بالمناصب التي شغلوها ، فوقع ما وقع من حصاد المدينة لنتائج الضياع ؟.
كم من مجلس بلدي تحمل المسؤولية ؟. كم من رئيس وأعضاء ومكتب امتلأ الشارع بضجيج أخبارهم ، كم من وقود احترق وهم يطوون الأماكن طي المتفرجين، بسيارات لا يملكون فيها إلا ما يبددوه من عرق الكادحين الأبرياء ، ساكنة مستنقع سوق الأربعاء ؟ . ألم يكن مجلس واحد في مدينة أجلسته معززا مكرما حيث جلس ؟. الحقيقة مرة وواجب أن تفسر فتتوضح هذه المرة ، أحياء لا نظام ولا التزام يطبعانها بالتفكير (فقط التفكير)بأنها مدينة في طريقها إلى التقدم. بل مجموعات سكنية لا شكل موحد يجمعها، ولا محيط نظيف ملتف حولها، تتراكض العربات المجرورة بالحيوانات المعدبة وسطها ، وكأننا في سوق مقام فوق ارض لا قانون يضبطها ، ولا مسؤولين يشفقون من حالها . مناظر مؤذية، وصراخ تتقاذفه الجدران والمسالك في رحلة شقاء ينشد أصحابه الحل "المداويا" ، وناشئة تتعالى قاماتها كالزرع في حقل أصابه الجفاف فاستسلم للرياح والجراح ، وأزبال وروث البقر والاكباش والحمير وبالبغال ، وأصحاب الشأن ليسوا من ذلك على بال ، وزاد الطين بلة تلك اليد الممتدة لاقتلاع أحجار المشهورة من الممرات في عملية حكا عنها الرواة أنها وليدة عملية كان الغرض الأكيد منها نجاح "شخص" في الانتخابات ، مما جعلنا نسأل: هل وحدها هذه "اليد" اتخذت مثل هذه القرارات ، أم هناك "مختبؤون" خلف الستائر ممن يمشون الأمور كالجر والمجرور في هذا الزمن المعتل الذي يحار فيه العقل . سوق أربعاء الغرب كان من المفروض أن تكون مدينة المستقبل / وهي مؤهلة لذلك ، فهي البوابة المفتوحة على ممر الخير ، حيث السهل والشاطئ والنهر ، حيث الزرع والضرع ، حيث التاريخ والشهامة والأصل وكل مسببات النجاح ، وإذا كانت المسائل تحتاج إلى وسائل الإيضاح ، فهذا ما سنقوم به خلال أعداد قادمة من هذه الجريدة التي لا تخشى في الجهر بالحق لومة لائم .
مقال منشور في جريدة "القصر الكبير" العدد الرابع الصادر بتاريخ 30أكتوبر سنة 1997
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire